رغم أن العطارة تدرج اليوم تحت مسمى الطب البديل، إلا أنها كانت أصلاً طبياً قديماً، جربها أجيال من الأجداد وتوارثها أبناء وأحفاد ومارسها أهلها، يعلّمها الجد لابنه، ويأخذها الابن من الأب في سلسلة من التجارب وثقة من المجرب.
أصول..
إن معظم أصول العطارة وموادها كانت شرقية هندية صينية أو إيرانية فارسية ومنها ما هو مصري أو مغربي.
ولعل تركزها في هذه المناطق يعود لطبيعة العمق التجريبي عند شعوب الشرق من جهة، ولما أعطى الله تلك البلاد من خيرات الأرض من بذور وبهارات وأعشاب.
ورغم أن مواد العطارة قد عمت الأرض وتعرّف عليها حتى الغرب، إلا أنها مازالت في مواطنها الأصلية تزرع ومنها تصدر.
العطار.. طبيب
العطارون هم أطباء، أو قل هم صيادلة يصف أحدهم الدواء ببديهة ودراية، وربما مارس خبيرهم خلط البذور والأعشاب أو الجذور والأوراق فأخرج منها دواءً جديداً مركباً.
ولا تقتصر معرفة العطارين على فوائد وصفاتهم الدوائية وموادها، بل هم على علم بمكامن الخطر، وسمّيات الزهور أو البذور التي يضعونها على أرفف محلاتهم.
وكأي مهنة أخرى، فإن بين العطارين دخلاء وغشاشين وأنصاف متعلمين وفاقدي خبرة، وهم على درجات أيضاً، فعلى الفَطِن أن يختار من أي العطارين يأخذ الدواء.
العطّار إسحاق عبدالحفيظ مياجان أحد هؤلاء الخبراء، فقد قضى ما يزيد على 40 سنة في هذه المهنة التي تعلمها على يد أبيه وورثها منه.
خاشكير
الخاشكير عبارة عن بذور تأتينا من إيران وهي من البذور ذات الخاصية الباردة، أي أنها تعمل على تخفيض الحرارة والالتهابات الداخلية في الجسم.
يقول عنها المثل العامي (الخاشكير يطلع الحرارة من تحت الظفر) ويوصف الخاشكير لمن يعاني من السخونة (الحرارة أو الحمى) أو من يشكو من حرارة أو التهابات داخلية في بطنه.
كما أنه مشروب صيفي بارد يمكن أن يشربه الأصحاء، فهو آمن بإذن الله ولذيذ، فيه غنى عن مشروبات الصيف المصنعة.
طريقة الاستخدام
تغسل البذور بالماء وذلك بصب الماء عليها وتحريكها داخل الماء ثم تصفى من الماء ويكرر الغسل سبع مرات بالطريقة نفسها.
ويوضع ما مقداره فنجال (بيالة شاي) من البذور لكل «إبريق» (لتر ونصف إلى لتري ماء).
تترك البذور لمدة بسيطة في الماء ثم يضاف السكر حسب الرغبة.
يشرب منها من يعاني من السخونة بدل الماء العادي.