فقدان الشعور إما أن يكون كليًا وإما أن يكون جزئيًا. ولذا فقد يكون رد الفعل على المنبِّه معدومًا أو مجرد غمغمة أو إجابات مشوشة، وقد تنتج إحدى الحالتين عن السبب نفسه أو كأطوار يمر بها المريض من حالة لأخرى، وغالبًا ما يصعب التمييز بين الأسباب الكثيرة التي تؤدي إلى الأعراض نفسها، وبصورة عامة يمكن ذكر الأسباب التالية مع وصف الأعراض المهمة لكل حالة منها:
ـ الوهن الشديد
بعد التعرض لحرارة شديدة كالتعرض لحرارة الشمس أو الغلايات والمراجل والمخابز، وغالبًا ما يصاب بها الناس الضعفاء بسبب خسارة الملح من أجسامهم بعد التعرق.
الأعراض: وهن عضلي مع دوار وغثيان وتمايل بالمشي ويكثر التقيؤ. وقد يحدث إفراغ الأمعاء بصورة لا شعورية. يكون فيها الوجه شاحبًا ويكثر التعرق في الجبهة والوجه.
ويكون الجسم متلاصقًا، والنبض ضعيفاً والتنفس سطحيًا. وقد يكون الضعف شديدًا ويشعر المريض بالبرد مهما كانت حرارة المحيط، وقد يحدث فقدان الشعور أو الإغماء ويتبع ذلك الصحو والموت أحيانًا.
الإسعافات الأولى: تقضي بنقل المريض للهواء الطلق.. حيث يستلقي ويغطى جيدًا ويعطى محلول ملح الطعام بالماء بمقدار نصف ملعقة صغيرة في ثلث كوب من الماء وبالتكرار حتى تعطى كمية ملعقة كبيرة من الملح. ولا يشعر المريض في هذه الحال بأي غثيان لتناوله محلولاً ملحيًا. ويعطى منبهات كالشاي والقهوة، ويستدعى الطبيب حال زوال هذه الأعراض.
ـ ضربة الشمس
تتسبب نتيجة التعرض للحرارة خصوصًا أشعة الشمس.
الأعراض: صداع مع احمرار في الوجه، ويكون الجلد حارًا وجافاً ولا يحدث أي تعرق، ويكون النبض سريعًا وقويًا، والحرارة شديدة مع فقدان الشعور.
ويستدعي معالجة هذه الحالة حضور الطبيب، بعد تبريد الجسم بالحمام أو باستعمال المبردات، ويستلقي المريض بحيث يرتفع فيه الرأس عن مستوى الجسم، ويحظر إعطاء المنبهات.
ـ ضربة على الرأس
تفحص الجمجمة لتحري الكسور، كما تكون الحالة مرفقة باختلاف في حجم بؤبؤ العين، وهي مشتركة بين إصابات الرأس والفالج الدماغي، ويستدعى الطبيب في الحال دون محاولة رفع المريض.
ـ الغيبوبة أو الإغماء
وهي شائعة جدًا، سببها المباشر عدم توفر الكمية الكافية من الدم في الأوعية الدماغية.
ومن الأسباب المساعدة: الجوع والإقامة في غرفة مزدحمة أو حفلة، والتعب والصدمة العاطفية الناجمة عن سماع أخبار سيئة أو مفجعة. وكثير من الناس يغمى عليهم من مشاهدة الدم، وقد يحصل الإغماء كذلك من أثر نزيف داخلي أو ألم شديد وقد يحدث لوقوف طويل متعب. وغالبًا ما يكون السبب مجهولاً.
ومن الشائع أن يغمى على المريض في أثناء المعالجة أو قبل بدئها في بعض الحالات والسبب نفسي محض حتى في حالة انعدام الألم. وقد يصيب المريض من جراء سقوطه بالإغماء أضرار أشد من أضرار الحادثة الأولية؛ لذا وجب الانتباه إلى المصاب وجعله في وضعية الاستلقاء أو وضعية تخفف من أضرار سقوطه على الأرض في حالة إغمائه، أو عند ظهور أية ظاهرة من علامات الإغماء على وجهه.
وهناك بعض الأوضاع المفيدة يمكن أن يتخذها كل شخص عند شعوره بالإغماء، إذ عليه أن يسرع ويستلقي على مستوى أفقي، وعند تعذر ذلك يجب على المريض أن ينحني إلى الأمام بوضعية الجلوس جاعلاً رأسه بين ركبتيه. أما في حال وجوده في مكان لا يسمح له بالجلوس أو الاستلقاء، فما عليه إلا أن يركع على إحدى ركبتيه حيث يكون رأسه منخفضًا عن مستوى قلبه. وكثيرًا ما يمكن التخلص من الإغماء باتباع التعليمات الآنفة الذكر.
أما إذا اشتكى المريض الدوار ثم أغمي عليه واستحال وجهه إلى الشحوب مصحوبًا بتعرق في جبينه. فيجب عدم محاولة إيقاظه، بل يحسن ثني رأسه بين ركبتيه حتى يشعر بالتحسن ويسير بنفسه سالمًا.
الأعراض: الوجه شاحب والجبهة مستورة بقطرات العرق، ويشكو المصاب الدوار وغمامة سوداء، ويزداد وجهه شحوبًا ثم يسقط على الأرض فاقد الوعي، ويكون التنفس سطحيًا والنبض ضعيفًا وبطيئاً عادة. وقد يكون هناك تشنج أحيانًا.
الإسعاف الأولي: يحتفظ بالمريض في وضعية الاستلقاء بحيث ينخفض رأسه عن مستوى جسمه. أما إذا كان يجلس على كرسي فيُمال الكرسي نحو الوراء، أما إذا استحال خفض رأسه فيلجأ إلى رفع أطرافه السفلية. ثم تزال عنه الألبسة الضيقة أو تحل الأزرار. ويوضع بالقرب من أنفه أملاح الأمونياك المنعشة أو النشوقات المنبهة أو يرش وجهه بالماء البارد ليصحو في الحال. ومع ذلك فكل هذه المنبهات ذات أثر محدود. ويجب الامتناع عن استعمال النشادر في حال وجود أي نزيف. أما إذا طالت حالة الإغماء رغم هذه المحاولات فيغطى المريض ويستدعى الطبيب في الحال.
ـ التسمم الكحولي
سببه تناول المشروبات الكحولية أو المسكرات على اختلافها.
الأعراض: رائحة الكحول تظهر في التنفس، ويكون فقدان الوعي جزئيًا أو كليًا، وفي معظم الحالات يمكن إنهاض المريض. ويكون الوجه محمرًا ثم ينقلب شاحبًا فيما بعد. ويكون النبض قويًا في البدء ثم يغدو ضعيفًا. وتتساوى فتحة الحدقة في العينين، ويكون التنفس كما هو في النوم.
الإسعاف الأولي: يعالج التسمم بالكحول المثيلي بإعطاء السوائل الكثيرة لتحديد السم لغسله من المعدة. وإن أمكن إنهاض المريض فيمكن إعطاؤه المقيئات ثم القهوة، أما في حال عدم إيقاظه كما في حال الوهن عندما يكون المصاب شاحبًا ضعيف النبض فتدلك الأطراف باتجاه جسمه لتنشيط الدوران الدموي ويحافظ على الحرارة الخارجية ريثما يحضر الطبيب. وتجرى عملية التنفس الاصطناعي إذا توقف المصاب عن التنفس.
التسمم بالمورفين أو الكاردنيال
ويبحث عن الزجاجات الفارغة للتأكد من نوع المادة. وتعطى المنبهات كالكورامين ويجرى التنفس الاصطناعي عند الحاجة.
ـ داء الصرع
وتكون فيها النوبات فجائية دون سابق إنذار أو قد يشعر المريض بقرب النوبة.
الأعراض: يصبح الوجه شاحبًا والعيون شاخصة، ويسقط المريض بقوة مع صيحات جأشاء. ويفقد وعيه ويعض لسانه. ويتحول لونه إلى الزرقة. وقد يكون ذلك مصحوبًا بالتبرز أو التبول غير الشعوري. وتظهر جميع الأعراض دفعة واحدة وقد تختلف من حادثة لأخرى ويتبع ذلك حركات عضلية تشنجية ورجفة تحرك رأسه وتبعد أطرافه عن جسده. وغالبًا ما يظهر زبد على الفم. ثم يزول اللون الأزرق خلال فترة تراوح بين دقيقتين ونصف ساعة ثم تزول هذه الحركات والرجفة وتستحيل إلى غيبوبة ساكنة.
ويصعب تشخيص الصرع في هذه المرحلة. وقد يصحو المريض في بضع دقائق، أو يستغرق في سبات عميق.
الإسعاف الأولي: تتخذ الوضعية المناسبة لمنع المريض من إيذاء نفسه، فيوضع قلم ملفوف بالقماش بين أسنانه منعًا لعض لسانه. توضع وسادة أو رداء أو شيء مرن تحت رأسه وقاية له. ولا يجوز محاولة إيقاف حركاته التشنجية ولا إعطاؤه أية منبهات. ويترك خلال نومه دون إزعاج.
ليس هناك خطر من موت المريض في أثناء النوبة إلا من الغرق أو تعرضه للاصطدام بآلة أو محرك.
ـ الغرق
تجرى عملية التنفس الاصطناعي عند الحاجة ويحافظ على دفء المصاب، ويجب إزالة الأجسام الغريبة إن وجدت وأعاقت تنفسه.
ـ ضربة شديدة على البطن
تفقد الوعي لنقص كمية الدم في الأوعية الدماغية. ويمكن تلخيص الإسعاف الأولى لأكثر هذه الحالات بالخطوات التالية:
ـ يحافظ على حرارة المصاب إلا إذا كان مرتفع الحرارة.
ـ تجعل وضعية الرأس منخفضة عن مستوى الجسم إلا إذا كانت الإصابة في الرأس.